كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



47- ثم قال الله جل وعز: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا} آية 54 يجوز أن يكون المعنى من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون من قبل القرآن ومعنى قوله تعالى: {ويدرءون بالحسنة السيئة} أي يدفعون بعملهم الحسنات السيئات التي عملوها.
48- وقوله جل وعز: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} آية 55 أي ما لا يجوز وما ينبغي أن يلغى قال مجاهد هؤلاء قوم من أهل الكتاب أسلموا فكان المشركون يؤذونهم ومعنى سلام عليكم قد تاركناكم مع وليس من التحية في شئ وهذا كلام متعارف عند العرب.
49- وقوله جل وعز: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} آية 56 روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال جاء أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة إلى أبي طالب في العلة التي مات فيها وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله جل وعز فقال له أبو جهل يا أبا طالب أترغب عن دين عبد المطلب فكان آخر ما قال لهما هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أدع الاستغفار لك فأنزل الله جل وعز: {إنك لا تهدي من أحببت} ونزل فيه {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} قال أبو جعفر يجوز أن يكون معنى من أحببت أن تهدي ويجوز أن يكون المعنى من أحببت لقرابته ثم قال جل وعز: {ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} آية 56 أي الله أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ولله الحكمة التامة.
50- وقوله جل وعز: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} آية 57 قال الضحاك هذا قول المشركين الذين بمكة وقال غيره قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم نحن نعلم أن ما جئت به حق ولكنا نكره أن نتبعك فتقصد ونتخطف سعيد لمخالفتنا الناس قال الله جل وعز: {أو لم نمكن لهم حرما آمنا} آية 57 أي قد كانوا آمنين قبل الإسلام فلو أسلموا لكانوا أوكد قال قتادة كان أهل الحرم آمنين يخرج أحدهم فإذا عرض له قال أنا من أهل الحرم فيترك وغيرهم يقتل ويسلب.
قال مجاهد عن ابن عباس يجبى إليه ثمرات كل شئ آية 57 أي ثمرات الأرضين.
51- وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} آية 58 البطر الطغيان بالنعمة قال أبو إسحق المعنى بطرت في معيشتها.
قال الفراء أبطرتها معيشتها.
52- ثم قال جل وعز: {فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا} قال الفراء والمعنى أنها خربت فلم يسكن منها إلا القليل والباقي خراب.
53- وقوله جل وعز: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} آية 59 أي في أعظمها وأم القرى مكة.
54- وقوله جل وعز: {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو اقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا} آية 61 يعني به المؤمن والكافر وقيل نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل.
55- وقوله تعالى: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين} آية 61 قال مجاهد أي أهل النار أحضروا.
56- وقوله جل وعز: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي} آية 62 أي ويوم ينادي الله الإنس أين شركائي أي على قولكم.
57- وقوله جل وعز: {قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا} آية 63 قال قتادة {حق عليهم القول} يعني الشياطين وقال غيره حق عليهم القول أي وجبت عليهم الحجة فعذبوا.
{ربنا هؤلاء الذين أغوينا} أي دعوناهم إلى الغي {أغويناهم كما غوينا} أي أضللناهم كما ضللنا.
{تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} فبرئ بعضهم من بعض وعاداه كما قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
58- وقوله جل وعز: {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون} آية 64 أي دعوهم فلم يجيبوهم بحجة {ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون} جواب لو محذوف أي لو أنهم كانوا يهتدون ما دعوهم.
59- وقوله جل وعز: {فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون} آية 66 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأنباء الحجج، فهم لا يتساءلون قال بالأنساب.
60- وقوله جل وعز: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} آية 68 هذا التمام أي ويختار الرسل ماكان لهم الخيرة آية 68 أي ليس برسل من اختاروه هم.
61- وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة} آية 72 قال مجاهد سرمدا أي دائما من إله غير الله يأتيكم بضياء أي بنهار تتعيشون فيه ويصلح ثماركم وزرعكم.
62- وقوله جل وعز: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} آية 73 فيه قولان أحدهما أن المعنى لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله بالنهار والقول الآخر أن يكون المعنى لتسكنوا فيهما وقال فيه لأن الليل والنهار ضياء وظلمة كما تقول في المصادر ذهابك ومجيئك يؤذيني فيكون المعنى جعل لكم الزمان لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله والقول الأولى أعرف في كلام العرب يأتون بالخبرين ثم يجمعون تفسيرهما إذا كان السامع يعرف ذاك كما روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال ما أحسن الحسنات في إثر السيئات وما أقبح السيئات في إثر الحسنات وأحسن من ذا وأقبح من ذا السيئات في آثار السيئات والحسنات في آثار الحس نات قال أبو جعفر فجاء بالتفسير مجملا وهذا فصيح كثير.
63- وقوله جل وعز: {ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم} آية 75 قال مجاهد شهيدا أي نبيا فقلنا {هاتوا برهانكم} قال أي حجتكم بما كنتم تقولون وتعملون فعلموا أن الحق لله أي أن الله واحد وأن الحق ما جاءت به الأنبياء.
وضل عنهم ما كانوا يفترون أي لم ينتفعوا بما عبدوا من دون الله بل ضرهم.
64- وقوله جل وعز: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} آية 76 قال إبراهيم النخعي كان ابن عمه.
65- وقوله جل وعز: {فبغى عليهم} آية 76 أي تجاوز الحد في مساندة موسى صلى الله عليه وسلم والتكذيب به.
66- وقوله جل وعز: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} روى الأعمش عن خيثمة قال كانت مفاتحه من جلود كل مفتاح منها على قدر الإصبع لخزانة يحملها ستون بغلا إذا ركب.
وقال مجاهد كانت من جلود الإبل قال أبو صالح كانت تحملها أربعون بغلا وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال كانت مفاتيح قارون يحملها أربعون رجلا قال ابن عيينة العصبة أربعون رجلا وقال مجاهد العصبة من العشرة إلى الخمسة عشر قال أبو جعفر العصبة في اللغة الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض قال أبو عبيدة لتنوء بالعصبة تأويله أن العصبة لتنوء بها كما قال:
وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر

الضياطرة التباع والأجراء قال أبو جعفر يذهب أبو عبيدة إلى أن هذا من المقلوب وهذا غلط والصحيح فيه ما قال أبو زيد قال يقال نؤت بالحمل إذا نهضت به على ثقل وناءني وفي إذا أثقلني قال أبو العباس سئل الأصمعي عن قوله وتشقى قال نعم هي تشقى بالرجال.
67- ثم قال جل وعز: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} آية 76 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الفرحين البطرين الذين لا يشكرون الله جل وعز فيما أعطاهم.
68- وقوله جل وعز: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} آية 77 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نصيبه من الدنيا العمل بطاعة الله جل وعز الذي يثاب عليه يوم القيامة وروى أشعث عن الحسن قال أمسك القوت وقدم ما فضل وروى معمر عن قتادة قال ابتغ الحلال قال أبو جعفر قول مجاهد حسن جدا لأن نصيب الإنسان في الدنيا على الحقيقة هو الذي يؤديه إلى الجنة وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولا تنس نصيبك من الدنيا يقول لا تترك أن تعمل لله جل وعز في الدنيا وقد قيل المعنى ولا تنس شكر نصيبك.
69- وقوله جل وعز: {قال إنما أوتيته على علم عندي} آية 78 يروى أن قارون كان من قراء بني إسرائيل للتوراة والمعنى إنما أوتيته على علم فيما أرى فأما ما روي أنه كان يعمل الكيمياء فلا يصح وقيل المعنى على علم بالوجوه التي تكسب منها الأموال وترك الشكر وقال ابن زيد قال أي قارون لولا رضى الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا وهذا اولاها يدل عليه ما بعده.
202- وقوله جل وعز: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} آية 78 قال مجاهد هو مثل قوله تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم} زرقا سود الوجوه لا تسأل عنهم الملائكة لأنها تعرفهم وقال قتادة {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} أي يدخلون النار بغير حساب قال محمد بن كعب {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} أي لا يسأل الآخر لم هلك الأول فيعتبر وقيل لا يسأل عنها سؤال استعلام.
71- وقوله جل وعز: {فخرج على قومه في زينته} آية 79 روى عثمان بن الأسود عن مجاهد قال خرج هو وأصحابه على براذين بيض عليها سروج أرجوان وعليهم المعصفر قال قتادة خرجوا على أربعة آلاف دابة عليها ثياب حمرة منها ألف بغل بيض عليها قطف حمر.
72- وقوله جل وعز: {ولا يلقاها إلا الصابرون} أي لا يلقى هذه الفعلة وهي القول {ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا إلا الصابرون}.
73- وقوله جل وعز: {فخسفنا به وبداره الأرض} آية 81 قال ابن عباس خسف به إلى الأرض السفلى فما كان له من فئة أي من فرقة.
74- وقوله جل وعز: {وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر} آية 82 قوله ويكأن قيل هي ويك أن ويك بمعنى ويلك قال أبو جعفر وهذا لا يصح لأن هذه اللام لا تحذف ولو كان هكذا لوجب أن يقال ويلك إنه ولا يجوز أن يضمر إعلم وليس هاهنا مخاطبة لواحد والصحيح في هذا ما قال الخليل وسيبويه والكسائي قال الكسائي وي هاهنا صلة وفيها معنى التعجب وقال سيبويه سألت الخليل عن قوله جل وعز: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} وقوله: {ويكأن الله} فزعم أنها وي مفصولة من كأن والمعنى وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا فقيل لهم أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم وأما المفسرون فقالوا معناها ألم تر أن الله.
قال قتادة ويكأن المعنى أو لا تعلم قال أبو جعفر وقول الخليل موافق لهذا وأنشد أهل اللغة:
وي كأن من يكن له نشب ** يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر

وقد كتبت في المصحف متصلة كأنهم لما كثر استعمالهم إياها جعلوها مع ما بعدها بمنزلة شئ واحد.
75- وقوله جل وعز: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} الآية 83 روى سفيان عن منصور عن مسلم البطين قال العلو التكبر بغير الحق والفساد أخذ الأموال بغير الحق قال الثوري ولا فسادا المعاصي.
76- وقوله جل وعز: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} آية 75 روى عكرمة عن ابن عباس قال إلى معاد إلى مكة وكذلك روى يونس بن إسحاق عن مجاهد وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إلى الموت وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلى أن يحييك يوم القيامة وقال الزهري والحسن المعاد يوم القيامة قال أبو جعفر وهذا معروف في اللغة يقال بيني وبينك المعاد أي يوم القيامة لأن الناس يعودون فيه أحياء والقول الأول حسن كثير والله أعلم بما أراد ويكون المعنى إن الذي نزل عليك القرآن وما كنت ترجو أن يلقى إليك لرادك إلى معاد أي إلى وطنك ومعادك يعني مكة ويقال رجع فلان إلى معاده أي إلى بيته.
77- وقوله جل وعز: {كل شئ هالك إلا وجهه} آية 88 قال سفيان أي إلا ما أريد به وجهه قال محمد بن يزيد حدثني الثوري قال سألت أبا عبيدة عن قوله تعالى: {كل شئ هالك إلا وجهه} فقال إلا جاهه كما تقول لفلان وجه في الناس أي جاه.
وقيل {إلا وجهه} أي إلا إياه جل وعز وتقول أكرم الله وجهه وفلان وجه القوم وقول سفيان معروف في اللغة أي كل ما فعله العباد يهلك إلا الوجه الذي يتوجهون به إلى الله جل وعز.
تمت صورة القصص. اهـ.